كتب الشاعر السوري نزار القباني العديد من الأبيات الشعرية التي اتسمت بالطابع الرومانسي، فلُقب بشاعر المرأة، وتميزت أبيات شعره بالمشاعر الصادقة والأحاسيس المرهفة، وكتب الشاعر في قصيدة عيناكِ وقال:
ورغبت إلى الشَاعِر أن يكتب شعراً
في عينيها..
فإلى صَباحِ عينيها الخضراويِن
هذه الحروف.
قالتْ: ألا تكتُبُ في محْجَري ؟
وانشقَّ لي حُرْجٌ، ودربٌ ثري
انْهَضْ لأقلامكَ، لا تعتذِرْ
من يعصِ قلبَ امرأةٍ، يَكْفُرِ
يلذُّ لي، يلذُّ لي، أن أرى
خُضْرةَ عينيَّ، على دفتري
وارتعشَتْ جزيرةٌ في مدىً
مُزَغْردٍ، مُعَطَّرٍ، أنورِ
خضراءُ، بين الغيم مزروعةٌ
في خاطر العبير لم تَخْطُرِ
يَرْوونَ لي أخبارَ صَفْصَافةٍ
تغسلُ رجْلَيْها على الأنهُرِ
لا تُسْبلي ستارةً غَضَّةً
دمي، لشُبَّاكِ هوىً أخْضَرِ
خَلِّي مسافاتي، على طُولها
باللهِ، لا تُحطِّمي منظري
كتب نزار القباني الأبيات الشعرية في وصف العيون الزرقاء وقال:
ألف شاعر المرأة نزار القباني القصيدة البحرية، والتي وصف بها جمال العيون الزرقاء وقال:
في مرفأ عينيك الأزرقْ
أمطارٌ من ضوءٍ مسموعْ
وشموسٌ دائخةٌ.. وقلوعْ
ترسمُ رحلتها للمُطْلَقْ
في مرفأ عينيكِ الأزرقْ
شُبّاكٌ بحريّ مفتوحْ
وطيورٌ في الأبعاد تلوحْ
تبحثُ عن جُزُرٍ لم تُخْلَقْ..
في مرفأ عينيكِ الأزرقْ..
يتساقط ثلجٌ في تمّوزْ
ومراكبُ حبلى بالفيروزْ
أغرقتِ البحرَ ولم تغرقْ..
في مرفأ عينيكِ الأزرقْ
أركضُ كالطفل على الصَخْرِ
أستنشقُ رائحةَ البحرِ..
وأعودُ كعصفورٍ مُرْهَقْ..
في مرفأ عينيكِ الأزرقْ..
أحلم بالبحر وبالإبحار
وأصيدُ ملايينَ الأقمارْ
وعُقودَ اللؤلؤ والزنبقْ
في مرفأ عينيكِ الأزرقْ
تتكلّمُ في الليل الأحجارْ..
في دفتر عينيكِ المُغْلقْ
مَنْ خبّأ آلافَ الأشعارْ؟
لو أنّي.. لو أنّي.. بحّار
لو أحدٌ يمنحني زورقْ..
أرسيتُ قلوعي كلَّ مساءْ
في مرفأ عينيك الأزرقْ.