ينشر الورد شعورًا بالحب في الأجواء، وتٌسعد رؤيته النفس وتشعر بأن كل شيئ سيكون على ما يُرام، وقد فاضت كلمات الشعراء تعبيرًا عن جمال الأزهار والرود والطبيعة، ومن بينهم نزار قباني الذي نعرض في الآتي أبرز قصائده عن الورود والحب.
من أجمل ما قال الشاعر نِزار قَباني عن الوَرد في قصائده:
من أجمل ما جاء في شعر الغزل عن الورد قصيدة وردة للشاعر نِزار قبانيّ، والتي قال فيها:
أقبلت خادمها تهمس لي :
هذه الوردة من سيدتي !!
وردةٌ .. لم يشعر الفجر بها
لا ولا أذن الروابي وعت
هي في صدري .. سرٌ أحمرٌ
ما درت بالسر حتى حلمتي ..
إن لي عذري إذا خبأتها
خوف عذالكما في صدرتي
***
… ثم دست يدها في صدرها
فدمي سكران في أوردتي
أفرجت راحتها ، واندفعت
حلقات الطيب في صومعتي
***
أهي منها .. بعد تشريد النوى ؟
سلم الله الأصابيع التي ..
وردةٌ .. سيدة الورد .. ألا
قبلي عني يدي ملهمتي
***
في إناء الورد .. لن أجعلها
إنني غارسها في رئتي
ليلةٌ ساهرني العطر بها
واستحمت بالندى أغطيتي
وتلمست سريري .. فإذا
كل شيءٍ .. عاشقٌ في حجرتي
***
لو أحال الله قلبي .. وردةً
لا أرد الفضل يا سيدتي …
يقول الشاعر نزار قباني في قصيدة عز الورود وطال فيك أوام:
عز الورودُ وطال فيك أوامُ وأرقت وحدي والأنام نيامُ
ورد الجميع ومن سناك تزودوا و طردت عن نبع السنى وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم ولم أكد وتقطعت نفسي عليك وحاموا
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقت أبواب مدحك فالحروف عقامُ
*******
أدنو فأذكر ما جنيت فأنثني خجلا تضيق بحملي الأقدام
أمن الحضيض أريد لمسا للذرى جل المقام فلا يطال مقام
وزري يكبلني ويخرسني الأسى فيموت في طرف اللسان كلام
يممت نحوك يا حبيب الله في شوق تقض مضاجعي الآثام
أرجو الوصول فليل عمري غابة أشواكها … الأوزار والآلام
*******
يا من ولدت فأشرقت بربوعنا نفحات نورك وانجلى الإظلام
أأعود ظمآناً وغيري يرتوي أيرد عن حوض النبي هيّام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى والنفس حيرى والذنوب جسام
أو كلما حاولت إلماما به أزف البلاء فيصعب الإلمام
ماذا أقول وألف ألف قصيدة عصماء قبلي … سطرت أقلام
*******
مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم أسرار مجدك… فالدنو لمامُ
ودنوت مذهولا أسيرا لا أرى حيران يلجم شعري الإحجام
وتمزقت نفسي كطفل حائــر قد عــاقه عمن يحب زحـام
حتى وقفت أمام قبرك باكيـاً فتدفق الإحساس والإلهــام
وتوالت الصور المضيئة كالرؤى و طوى الفؤاد سكينة وسـلام
*******
يا ملء روحي وهج حبك في دمى قبس يضيء سريرتي وزمـام
أنت الحبيب وأنت من أورى لنـا حتى أضاء قلوبنا الإسـلام
حوربت لم تخضع ولم تخش العدى من يحمه الرحمن كيف يضام
وملأت هذا الكون نورا فاختفت صور الظلام وقوضت أصنام
الحزن يملأ يا حبيب جوارحي فالمسلمون عن الطريق تعاموا
والذل خيم فالنفوس كئيبة وعلى الكبار تطاول الأقزام
*******
الحزن أصبح خبزنا فمساؤنا شجن وطعم صباحنا أسقام
واليأس ألقى ظله بنفوسنا فكأن وجه النيرين ظلام
أنى اتجهت ففي العيون غشاوة وعلى القلوب من الظلام ركام
الكرب أرقنا وسهد ليلنا من مَهدهُ الأشواك كيف ينام
يا طيبة الخيرات ذل المسلمون ولا مجير و ضيعت أحلام
*******
يغضون إن سلب الغريب ديارهم وعلى القريب شذى التراب حرام
باتوا أسارى حيرة وتمزق فكأنهم بين الورى أغنام
ناموا فنام الذل فوق جفونهم لا غرو وضاع الحزم والإقدام
يا هادي الثقلين هل من دعوة تدعى بها يستيقظ النوامُ
جاءت قصيدة ثوب النوم الوردي لنزار قباني على النحو الآتي:
أغوى فساتينك .. هذي البردة المطيبه
ذات التطاريز .. وذات الطرة المقصبه
والذيل .. والرسوم .. والزركشة المحببه
إذ أنت زهو غرفتي البشوشة المرحبه
تجررين الراهل الطويل .. نشوى معجبه
والأحمر الرعاد .. أشهى من ورود المأدبه
***
أجمل ما لبست من غلائلٍ معشوشبه
منامةٌ .. رف الحواكير ، وبوح المسكبه
أنا حبيس عروةٍ هناك .. كسلى متعبه
لا تقلعيها .. إنها غوايتي المحببه
يقول الشاعر نزار لبناني في قصيدة كلمات:
يسمعني.. حـين يراقصني كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحـت ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـر الأسـود في عيني يتساقـط زخاتٍ.. زخات
يحملـني معـه.. يحملـني لمسـاءٍ وردي الشـرفـات
*******
وأنا.. كالطفلـة في يـده كالريشة تحملها النسمـات
يحمـل لي سبعـة أقمـارٍ بيديـه وحزمـة أغنيـات
يهديني شمسـاً.. يهـديني صيفاً.. وقطيـع سنونوات
يخـبرني.. أني تحفتـه وأساوي آلاف النجمات
*******
و بأنـي كنـزٌ… وبأني أجمل ما شاهد من لوحات
يروي أشيـاء تدوخـني تنسيني المرقص والخطوات
كلماتٍ تقلـب تاريخي تجعلني امرأةً في لحظـات
يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكن فيه سوى لحظات
وأعود.. أعود لطـاولـتي لا شيء معي.. إلا كلمات