تطيب المجالس حديثًا بذكر الحب، وقد فاضت قلوب شعراء العرب تعبيرًا عن مشاعر الحب والهيام منذ عقود طويلة، فما بين الشعر الجاهلي والشعر الحديث تظل مشاعر الحب واحدةً في الرقي والجمال، لذا إليكم أجمل أبيات شعرية مؤثرة عن الحب.
جاء على لسان أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدة سألت حبيبي في قبلة:
سألت حبيبيَ في قبلة فما نعنيها بحكم الخجل
فلازمت صبريَ حتى غفا وملت على خدّه بالقبل
فنضّى عن الجفن ثوب الكرى وعما جرى بيننا لا تسل
وقال جرحت بوقع الشفاه خدودي وذنبك لا يحتمل
فقلت أنت جرحت الحشا وأدميته بسهام المُقَل
وفي الشرع أنّ الجروح قصاص جُرح بجرح حكم عدل
فأبدى الحبيب ابتسام الرضا ومال كغصن النقا واعتدل
وقال وحق سواد العيو ن التي علمتك رقيق الغزل
لتستهدفنَّ لنبل اللحاظ إذا عدت يومًا لهذا العمل
يقول حبيب الهلالي في قصيدة ألوت بعتاب شوارد خيلنا:
أَلوَت بِعَتّابٍ شَوارِدُ خَيلِنا ثُمَّ اِنثَنَت لِكَتائِبِ الحجّاجِ
لِأَخي ثَمودَ فَرُبَّما أَخطَأنَهُ وَلَقَد بَلَغنَ العُذرَ في الإِدلاجِ
حَتّى تَرَكنَ أَخا الضَلالِ مُسهَّداً مُتَمَنِّعاً بِحَوائِطٍ وَرِتاجِ
وَلَعمرُ أُمِّ العَبدِ لَو أَدرَكنَهُ لَسَقَينَهُ صِرفاً بِغَيرِ مِزاجِ
وَلَقَد تَخَطَّأَتِ المَنايا حَوشَباً فَنَجا إِلى أَجَلٍ وَلَيسَ بِناجِ
يقول الشاعر محمود درويش في حب محبوبته الحقيقية فلسطين:
تكبّر.. تكبرّ!
فمهما يكن من جفاك
ستبقى، بعيني و لحمي، ملاك
وتبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك
نسيمك عنبر
وأرضك سكر
وإني أحبك.. أكثر
يداك خمائل
ولكنني لا أغني
ككل البلابل
فإن السلاسل
تعلمني أن أقاتل
أقاتل.. أقاتل
لأني أحبك أكثر!
غنائي خناجر ورد
و صمتي طفولة رعد
و زنيقة من دماء
فؤادي،
و أنت الثرى و السماء
و قلبك أخضر..!
و جزر الهوى، فيك، مدّ
فكيف، إذن، لا أحبك أكثر
و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و قلبك أخضر..!
وإنّي طفل هواك
على حضنك الحلو
أنمو و أكبر !
يقول عنتره بن شداد في قصيدة ضحكت عبيلة إذا رأتني عارياً
ضَحِكَت عُبَيلَةُ إِذ رَأَتني عارِياً خَلَقَ القَميصِ وَساعِدي مَخدوشُ
لا تَضحَكي مِنّي عُبَيلَةُ وَاِعجَبي مِنّي إِذا اِلتَفَّت عَلَيَّ جُيوشُ
وَرَأَيتِ رُمحي في القُلوبِ مُحَكَّماً وَعَلَيهِ مِن فَيضِ الدِماءِ نُقوشُ
أَلقى صُدورَ الخَيلِ وَهيَ عَوابِسٌ وَأَنا ضَحوكٌ نَحوَها وَبَشوشُ
إِنّي أَنا لَيثُ العَرينِ وَمَن لَهُ قَلبُ الجَبانِ مُحَيَّرٌ مَدهوشُ
إِنّي لَأَعجَبُ كَيفَ يَنظُرُ صورَتي يَومَ القِتالِ مُبارِزٌ وَيَعيشُ
يقول الشاعر نزار قباني في قصيدته أحبك:
أحبك حتى يتم انطفائي
بعينين مثل اتساع السماء
إلى أن أغيب وريداً وريداً
بأعماق منجدلٍ كستنائي
إلى أن أحس بأنك بعضي
وبعض ظنوني وبعض دمائي
أحبك غيبوبةً لا تفيق
أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي
أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ
عرفت بنفضاته كبريائي
أنا عفو عينيك أنت كلانا
ربيع الربيع عطاء العطاء
أحبك لا تسألي أي دعوى
جرحت الشموس أنا بادعائي
إذا ما أحبك نفسي أحب
فنحن الغناء ورجع الغناء
قيّل على لسان امرؤ القيس في قصيدة ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي:
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أحدثُ عَهدِه ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ
وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلا من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ
وتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدنا بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ
لَيَاليَ سَلَمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّباً وجيداً كجيد الرئم ليس بمعطال
ألا زعمت بَسبَاسَةُ اليوم أنني كبرت وأن لا يحسنُ اللهو أمثالي
كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَة ٍ بِآنِسَة ٍ كَأنّهَا خَطُّ تِمْثَالِ
يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِها كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ
كأنَّ على لباتها جمرَ مُصطل أصاب غضاً جزلاً وكفِّ بأجذال
وَهَبّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا صباً وشمال في منازلِ قفّال
ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلة ٍ لعوبٍ تُنَسِّيني، إذا قُمتُ، سِربالي
إذا ما الضجيعُ ابتزها من ثيابها تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَة ً غَيرَ مِجْبالِ
يقول الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد في قصيدة برد نسيم الحجاز في السحر:
بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ إذا أتاني بريحهِ العطِرِ
ألذُ عندي مما حوتهُ يدي من اللآلي والمال والبدَر
ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا ما غابَ وجهُ الحبيبِ عن النظر
سقى الخيامَ التي نُصبنَ على شربَّة ِ الأُنسِ وابلُ المطر
منازلٌ تطلعُ البدورُ بها مبرقعاتٍ بظلمة ِ الشَّعرِ
بيضٌ وسمرٌ تحمي مضاربها أساد غابٍ بالبيضِ والسُّمر
صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جارية ٌ مكْحولة ُ المقْلتين بالحور
تريك من ثغرها إذا ابتسمت كاسَ مدامٍ قد حفّ بالدرّر
أعارت الظبي سحر مقلتها وباتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر
خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتنة ٌ تُخجلُ بالحُسنِ بهجة َ القمر
يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي ترمي فؤادي بأسهم الشرر
يا عبلَ لولا الخيالُ يطرقُني قضيت ليلي بالنوح والسَّهر
يا عبلَ كَمْ فِتْنة ٍ بَليتُ بها وخُضتُها بالمُهنَّدِ الذَّكر
والخيلُ سُودُ الوجوه كالحة ٌ تخوض بحر الهلاكِ والخطر
أُدَافعُ الحادثاتِ فيكِ ولاَ أطيق دفعَ القضاء والقدر.