إن قصة We need to talk about Kevin تعتبر واحدة من أصعب القصص التي قدمتها السينما، فعلى الرغم من أن الفيلم غير مصنف كفيلم رعب، إلا أنه في رأيي من أكثر الأفلام المرعبة التي شاهدتها في حياتي يوماً، واليوم في الموسوعة سنتطرق إلى قصة هذا الفيلم، والأسئلة التي يطرحها، بالإضافة إلى النقد الذي تو توجيهه لهذا الفيلم.
بداية دعوني أوضح المعني وراء اسم الفيلم وهو “نحن بحاجة للحديث عن كيفن” ولعل هذا العنوان هو أفضل تعبير عن معاناة البطلة ايفا والتي حاولت مراراً وتكراراً أن تطلب المساعدة من شخص ما، وأن تتحدث إلى أي شخص بخصوص هذا الطفل ولكنها تفشل في كل مرة.
الآن يمكننا البدء في القصة:
تبدأ القصة مع ايفا الكاتبة والرحالة التي تعشق الحرية في كل شيء، نموذج للمرأة العصرية التي ترغب في الحصول على السبرة المهنية المثالية، ورؤية العالم، والكتابة وغيرها من الأمور التي تصور المظهر النمطي المثالي للحياة هذه الأيام. خطط ايفا تفسد تماماً عندما تكتشف أنها حامل لأول مرة، وبعد تسعة أشهر يأتي كيفن إلى العالم وتبدأ معه المعاناة الحقيقية لهذه الأم.
منذ اللحظة الأولى وكيفن الرضيع يحاول أن يكسر أمه بكل الطرق، وكأنه على دراية بمشاعرها اتجاهه، لكن ايفا تحاول بقدر الإمكان أن تكون أماً مثالية، وأن تحاول خلق علاقة ودية مع هذا الرضيع لعلها تشعر بأي غريزة نحوه، لكنها تفشل في كل مرة أمام عنف هذا الصبي في كرهها.
نري من خلال الفيلم Kevin وهو رضيع يبكي طوال الوقت عندما يكون مع أمه، لكن بمجرد وجود شخص أخر في الغرفة يتحول هذا الشيطان إلى ملاك، مما جعل الجميع يظن بأمه السوء وأنها لا تتحمل تربية الأطفال. في مشهد تصرخ الأم على Kevin لتخبره أنها كانت تفضل أن تكون في باريس الآن على أن تكون بجواره، في لحظة من الصدق نادراً ما تعبر عنها ايفا.
بعدها نري Kevin في عمر السابعة تقريباً وقد طور من أسلوبه ليشمل المضايقات، والإحراج العام لايفا والدته أمام الجميع، هو ببساطة يفعل كل ما يقدر عليه ليغضبها ويشعرها بالسوء اتجاه نفسها والآخرين، ولكن الشيطان الصغير لا زال يدعي البراءة والهدوء في حضور الجميع لكن دون فائدة.
تنجب ايفا طفلة أخري وهي سيليا، لكن هذه المرة تشعر معها بكل مشاعر الأمومة التي فشلت في الشعور بها مع Kevin وهو الأمر الذي يغضب كيفن كثيراً ويجعله يسبب الكثير من الأذي للطفلة، وبينما يظن الجميع أنها مجرد غيرة أخوة عادية، نجد الأم وحدها تعلم الحقيقة وتعلم أي سفاح تربي في منزلها!
تدور الأيام ويكبر Kevin ليصبح مراهق ويتطور معه سلوكه الشرس اتجاه أمه، لكنه هذه المرة يصبح أكثر لؤم ووحشية، فهو يملك نفس قصة شعرها ومظهرها، وكانه حريص على أن يذكرها أنه منها ويشبهها في كل شيء حتي المظهر، ولم تكن هذه هي وسيلته الوحيدة في التعذيب، بل كان يوجه إليها الكثير من الكلمات القاسية ليجرحها.
ازدادت براعة Kevin في إغضاب أمه، لكنها كانت قد اعتادت عليها وأصبحت تتجاهلها بصورة دائمة، الآن أصبح لزاماً عليه أن يجد طريقة أخري لكي يغضبها ويكسب انتباهها، لكن هذه المرة كانت الخطة محكمة ولن يهرب منها احد.
كان Kevin متفوق في الرمي بالسهام، الأمر الذي دفع والده إلى شراء قوس ومجموعة سهام للمحترفين ليقدمها له، وبالفعل كانت هذه هي الهدية المثالية له. حيث قرر في يوم عيد مولده السادس عشر أن يقدم لوالدته هدية لن تتمكن من رفضها أبداً.
يصل الأم نبأ وقوع هجوم في مدرسة أبنها، فتذهب مسرعة مع بقية الأهالي لتطمئن، غير أنها على العكس من أي أم ثانية تشعر بالخوف على ابنها، فإن مشاعر ايفا انقسمت بين مشاعر خوف على ابنها، ومشاعر اقوي بالخوف منه وانه هو المتسبب في هذه المذبحة.
تصل ايفا إلى المدرسة لتفاجأ بأسوأ كوابيسها على الإطلاق…
لقد أشاد الكثيرون بهذا الفيلم الذي تمتع بحضور قوي في المهرجانات، بداية من القصة المأخوذة عن واحدة من أفضل الروايات للكاتبه ليونيل شرايفر، والتي تم تحويلها إلى هذا العمل السينمائي على يد المخرجة الكبيرة “لين رامزي” والتي حاولت بقدر الإمكان أن تصور هذا الكابوس على شاشات السينما.
وجه البعض نقد للموسيقي التصويرية للفيلم بأنها لم تكن ملائمة في الكثير من المواضع، مثل المشاهد الحزينة والكئيبة للبطلة والتي نجد الموسيقي بها فرحة وسعيدة بما لا يتناسب مع مشاعر البطلة والمشاهدين، لكن الرد على ذلك جاء بأن هذا الانفصال الدائم بين الموسيقي والأحداث مقصود لتوصيل المشاعر الحقيقية للأبطال والتي هي الأخري في حالة انفصال دائم.