الامير سعود الفيصل ومكان إقامته ونشأته ستجدها في هذا المقال في موقع موسوعة، كما ستجد كل ما يتعلق بحياته الشخصية وحياته العملية، كما سنشير إلى موقفه الشخصي والسياسي تجاه الربيع العربي.
فالأمير سعود الفيصل كان له دور كبير في السياسية الداخلية والخارجية للمملكة العربية السعودية، وكان له مواقفه الواضحة منذ أن تولى منصب وزير الخارجية.
فكان له دور في القضية الفلسطينية وفي معاهدات السلام، كما كان له دور فعال في الحرب الأهلية اللبنانية وفي مجلس التعاون الخليجي، وفي حرب الخليج الأولى والثانية، وفي غزو العراق والتوابع السياسية والعسكرية لهذا الغزو، كما كان له دور قوي ومؤثر على الربيع العربي في الدول العربية.
ولادة الأمير سعود الفيصل وحياته الشخصية
الأمير سعود بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ولد في 2 يناير عام 1940 ميلاديًا، في بلده الطائف في المملكة العربية السعودية، ويحمل الأمير الجنسية السعودية ويمتد نسله إلى عائلة آل سعود.
فأباه فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وأمه عفت بنت محمد بن سعود الثنيان آل سعود، وهو الإبن الرابع للعائلة، وشقيق كل من محمد الفيصل، وعبد الرحمن الفيصل، وبندر الفيصل، وتركي الفيصل، وسارة الفيصل، ولطيفة ولولوة الفيصل، وهيفاء الفيصل.
التحق الأمير بمدرسة الطائف النموذجية الواقعة بحي السلامة، واتم بها دراسته الإبتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم درس الأمير سعود في الولايات المتحدة الأمريكية، في مدرسة هون وبرينستون.
ثم بعدها التحق بجامعة برنستون، وتخرج عام 1964 ميلاديًا، وكانت دراسته في مجال الإقتصاد والسياسة، حتى استطاع أن يحصل على درجة الماجيستير في الإقتصاد.
تزوج الأمير من الجوهرة بنت فيصل بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود، وانجب منها ستة أولاد، هم الأمير محمد وخالد وفهد والأميرة هيفاء ولنا وريم، وتوفي الأمير سعود الفيصل 9 يوليو 2015، عن عمر يناهز 75 عام.
وتوفى في لوس انجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لإصابته بمرض باركنسون، ودُفن في مسقط رأسه في المملكة العربية السعودية في مقابر العدل بمكة المكرمة.
الحياة العملية لسعود الفيصل
كان للأمير دور كبير في السياسية الداخلية والخارجية للبلاد، وكان أثره بالغ في أهم الأحداث السياسية التي مرت على البلاد العربية كلها، وشغل العديد من المناصب الهامة، حتى أنه أخذ لقب وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم، ومن المناصب الهامة التي تولاها الأمير:
عمل كمستشار إقتصادي وكعضو في لجنة التنسيق في وزارة البترول والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية.
عمل في مجال العلاقات البترولية في المؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين)، وذلك عام 1966 ميلاديًا.
عام 1971 ميلاديًا، ترقى الأمير في عمله في وقت قصير حتى وصل إلى منصب نائب محافظ بترومين لشؤون التخطيط.
عمل كمتحدث ووكيل لوزارة البترول والثروة المعدنية.
عمل في مكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية عمر السقاف.
وفي عام 1975 ميلاديًا بعد وفاة الوزير عمر السقاف تم إختيار الأمير سعود لمنصب وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وفي عام 1975 ميلاديًا أيضًا، حصل الأمير سعود لى ترقية وشغل منصب وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وكان ذلك في عهد الملك خالد بن عبد العزيز، وكان من أصغر الرؤساء في هذا الوقت فكان في الثلاثينيات من عمره.
اصبح المتحدث بإسم المملكة العربية السعودية بديلًا عن ملك البلاد، وذلك في العديد من المحافل الرسمية الكبيرة مثل القمم العربية والإسلامية.
ترأس وفود بلاده في الإجتماعات العربية والعالمية، مثل اجتماعات وزراء خارجية العرب، واجتماعيات الأمم المتحدة.
ظل الأمير سعود الفيصل في منصب وزير الخارجية لمدة أربعين سنة، وتعتبر هذه المدة هي أطول مدة لوزير خارجية على مستوى العالم.
في فترة توليه لمنصبه اهتم بالعديد من القضايا العربية والإسلامية والعالمية، وكان له آرائه الواضحة ومواقفه الصريحة، واهتم بالشأن الفلسطيني وفي القضية الفلسطينية بشكل كبير، كما اهتم بالشأن اللبناني أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وكان له دور كبير في محاولة الوصول إلى حل وإتفاق في حروب العراق والكويت والخليج.
كان للأمير يد في تأسيس مجلس التعاون الخليجي.
بسبب ثقافة الأمير الواسعة وقدرته على إدارة الأزمات وبسبب خبرته الكبيرة استمر في منصبه طوال هذه المدة، كما أنه كان يتحدث باللغة العربية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية والعبرية.
الآن يطلق اسم الأمير على العديد من الشوارع المهمة في المملكة العربية السعودية، كما وضع اسمه على المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية، وعلى معهد الدراسات الدبلوماسية، وعلى مبنى المؤتمرات في مجلس التعاون الخليجي، وذلك تقديرُا لدوره الكبير والفعال.
موقف الأمير سعود الفيصل من الربيع العربي
كان للأمير سعود الفيصل دور كبير ومحوري ومؤثر على العديد من المناسبات والأحداث العربية والإسلامية الهامة، مثل دوره في القضية الفلسطينية وفي معاهدات السلام، كما كان له دور فعال في الحرب الأهلية اللبنانية وفي مجلس التعاون الخليجي، وفي حرب الخليج الأولى والثانية، وفي غزو العراق، وفي ثورات الربيع العربي كان له دور مؤثر للغاية، حيث قام بالآتي:
كان للأمير سعود الفيصل نظرة ثاقبة تخص ثورات الربيع العربي، فكان يرى أن السبب الأساسي لمثل هذه الإحتجاجات هو الظروف التنموية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة، وإذا أرادت الحكومات السيطرة على مثل هذه الإحتجاجات عليها أن تقوم بتحسين الحالة الإقتصادية للبلاد، وأن يقوموا بتلبية احتياجات المواطن العربي.
أدرك الأمور الظروف والدوافع من وراء مثل هذه الثورات والإحتجاجات، وكان يرى أن لكل دولة ظروفها المختلفة وطريقتها في التعبير عن هذه الظروف.
رأي الأمير أن أفضل طريقة للوصول إلى حلول جذرية هو الحوار بين المؤسسات المختلفة، وذلك حتى لا تتعرض مؤسسات وحكومات الدولة لأي تدخل أجنبي.
بعد قيام الثورة التونسية هرب الرئيس زين العابدين بن علي رئيس تونس إلى المملكة العربية السعودية، وهنا خرج الأمير سعود وأكد أن المملكة لن تمس الشأن التونسي بأي شكل من الأشكال، ولن تؤثر بالضرر على صالحها، وأن بقاء زين العابدين في البلاد مقيد بشروط وضوابط محددة وغير مسموح له بالقيام بالعمل السياسي.
بعد قيام الثورة المصرية قام الأمير سعود بالسفر إلى مصر للإلتقاء مع القادة المصريين والنظر إلى تطور الأمور السياسية، والتقى مع المشير محمد حسين طنطاوي، وتحدث معه عن الأوضاع الأمنية والسياسية والإقتصادية وكيف سيتم السيطرة على غضب الشعب.
أيد الأمير سعود حركات 30 يونيو الشعبية في مصر، وقدم يد العون إلى مصر، وكان له دور مؤثر وهام في رجوع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبين قطر وباقي دول الخليج.
أما بالنسبة إلى الثورة السورية فكان رأيه واضح وصريح، فوقف مع الشعب السوري ورفض أن يكون بشار الأسد جزء من الحل، وذلك بسبب ما سببه من أذى وضغط للشعب السوري كله، وخرج حينها بخطبة مؤثرة للغاية في اجتماع وزراء الخارجية العرب، فقال “هل من الشيم العربية أن يقتل الحاكم شعبه؟ وهل مهمة الجيوش العربية أن تفتك بمواطنيها أم تحميهم وتحمي أعراضهم وممتلكاتهم وتحفظ أمنهم واستقرارهم؟ إن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر… ولا نقبل بأي حال من الأحوال أن نكون شهود زور أو أن يستخدمنا أحد لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري الشقيق أو للتغطية والتستر”.
بعد قيام الثورة في اليمن رفض الأمير سعود أي تدخلات أجنبية في اليمن، ورفض تدخل إيران ورأى ان هذا التدخل يعتبر عدوان دبلوماسي وعسكري.
أما بالنسبة للإحتجاجات الشعبية في ليبيا فأكد على ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد وإستقلال شعبها.
إذا اعجبك الموضوع يمكنك قراءة المزيد من الموضوعات المشابهه من: