هو أحمد بن الحسين أحد أبرز شعراء العصر العباسي الذي تميز بتمكنه من اللغة العربية، لُقب بأبو الطيب المتنبي آنذاك، ولد في مدينة الكوفة عام 303هـ في أشد أوقات الخلافة العباسية ضعفاً وتفككاً، امتلك المتنبي موهبة كتابة الشعر وإلقاؤه حيث كتب أول قصيدة له وهو في التاسعة من عمره، وكانت تميزه صفات الشجاعة والإبداع وشدة الكبرياء الذي ظهر في سطور أشعاره.
عُرف عن قصائد المتنبي بأن معظمها كان في مديح الملوك لكسب ودهم، فكتب الكثير من الأشعار كان ثلثها لسيف الدولة الحمداني الذي عاش المتنبي أياماً من الرفاهية في بلاطة.
قصائد وأشعار المتنبي تعكس صورة دقيقة للغاية لعصره، فإذا قرأتها تفهم ما كان يدور في هذا العصر من أحداث وتغيرات واضطرابات، كما كانت تظهر صفات المتنبي في سطور شعره وبقوة، مثل الشجاعة والكبرياء وحبه للأموال وطموحه العالي، كما كان يعبر عن غضبه وكرهه لبعض الناس في قصائده وكان يمدح البعض الأخر حباً فيهم، فامتاز أسلوب المتنبي في الشعر بالرزانة والألفاظ والتعابير القوية كما أنه كان مبتكراً للمعاني وكان يملك من الخيال الواسع ما يجعله يحلق في سماء الشعر.
لم تتوقف السطور التي كتبها المتنبي بأسلوبه عنده فقط، بل كانت مصدر إلهام للشعراء الذين أتو من بعده الذين سارو على نهجه في الكتابة عن الحب والفراق وتقلبات الدهر والاعتزاز بالنفس.
قام المتنبي في أخر أيامه بكتابه الكثير من القصائد في مديح أبي المسك كافور وبخاصة بعد قطع علاقته مع الحمداني، بالرغم بأنه لم يكن يشعر بالحب تجاه الكافور ولكنه كتبها للحصول على العطايا، ولكن لم يحصل المتنبي على الأغراض التي كتب الشعر من أجلها فقام بهجاء كافور في أشعاره بلهجة شديدة.
لينتقل المتنبي فيما بعد إلى بلاد فارس في محاولة لمدح حاكم الدولة وذهب من بعدها مع غلامه وولده إلى بغداد، وفي الطريق هاجمه بن جهل الأسدي وحاشيته واشتعل القتال بينهم، وفي محاولة المتنبي للهروب ذكّره غلامه بشعره الذي كان كتبه من قبل عندما قال”الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم” فانتبه المتنبي لكلام غلامه ورجع لاستكمال القتال حتى تم قتله، لذلك يسمى هذا البيت من الشعر بالبيت الذي قتل صاحبه.