يحتاج الجمل إلى قرابة ثمانية كيلو جرامات من الأعشاب في اليوم الواحد، كما يحتاج إلى الشعير بكمية تتراوح ما بين (2: 5) كيلو جرامات يوميا، بالإضافة إلى كمية من ملح الطعام تتراوح ما بين (30 :60) غرام يومياً، وتستطيع الجمال أكل الكثير من النباتات التي لا تستطيع الحيوانات الأخرى أكلها، مثل الشوك والزغل والأوراق الجافة.
ينصح بعض الاختصاصيون بتربية الجمال إضافة الفيتامينات والبروتينات للطعام الذي يقدم للجمال، ويحذرون أيضاً من تقديم الطعام بكثرة عن الحاجة للإبل التي لا تعمل أو التي يتم تربيتها لذبحها أو التجارة فيها وبمعنى آخر التي لا تقوم بأي حركة؛ ويرجعون السبب في ذلك إلى أن الإبل ستقوم بتخزين الطعام في السنم الخاص بها على هيئة دهون، الأمر الذي سيجعلها متثاقلة في الحركة، وتجد صعوبة في التنقل والمشي.
خلق الله الجمل وجعل له من المزايا والخصائص التي تميزه عن غيره من سائر الكائنات، ليتمكن من العيش في الصحراء، ويتحمل تلك البيئة الصعبة، كما ويتحمل النقص الشديد في الماء والطعام، ومن أهم المزيا التي تجعل الجمل يستطيع التكيف على العيش في الصحراء ما يلي.
يستطيع الجمل تناول النباتات الشوكية بمنتهى البساطة، فقد خلق الله له شفتين ولسان بشكل مختلف يساعده على أكل الشوك دون الشعور بالألم، لأن تلك الأعضاء مبطنة بأشكال مرتفعة مخروطية تسمى “الحليمات” والتي تتكون من مادة قريبة من البلاستيك، فتعمل تلك الحليمات على توجيه الشوك داخل فم الجمل، دون أن تجرح فم الجمل، كما يمتلك فك الجمل عضلات قوية، تساعده على سحق وطحن الطعام الذي يأكله مهما كان جافاً.
يستطيع الجمل شرب كميات كبيرة من الماء، حتى إنه قادر على شرب كمية من الماء تقارب 30 جالون، وهي كمية تقارب 113.5 لتر من المياه، ويشرب كل تلك الكمية الكبيرة من المياه في مرة واحدة وفي دقائق معدودة، الأمر الذي بدوره يجعله يستطيع الحياة بدون شرب الماء لفترة زمنية طويلة قد تصل إلى الأسبوع.
يعد الجمل من الحيوانات كبيرة الحجم، فيصل ارتفاعه قرابة المترين، ويصل طول جسمه قرابة الثلاثة أمتار، بالإضافة إلى وزنه الذي يتراوح بين (600: 1000) كجم، الأمر الذي يجعله يمتلك يفقد كميات من الحرارة الداخلية الموجودة في جسمه بشكل أكبر عن طريق توزيعها على كل تلك المساحة الخارجية من الجلد، بالإضافة إلى أن ارتفاعه الهائل الذي يشكل أرجله نصفها تقريباً يبعد جسم الجمل بأجهزة الجسم الداخلية عن حرارة رمال الصحراء الساخنة.
يغطي جسم الجمل في المنطقة أعلى السنام وبر كثيف، الأمر الذي يوفر له الظل اللازم للحماية من درجات الحرارة العالية من شمس الصحراء، وهذا الوبر الكثيف على عكس باقي الجسم الذي يتوفر فيه طبقة أكثر رقة من الوبر، تساعد الجمل على فقد الحرارة من الجسم إلى الخارج.
يملك الجمل وبر لونه قريب من لون رمال الصحراء، الأمر الذي يجعله متخفياً عن الأخطار المحيطة به، ويجعل من لونه أداة دفاع عن الجمل في حد ذاتها، تساعده على التموه والاختفاء بعيداً عن الحيوانات المفترسة.
خلق الله للجمل أقدام كبيرة ومفلطحة أو منبسطة، بحيث تكون مساحة القدم أكبر،فيقوم بتوزيع حجم جسمه على تلك المساحة الكبيرة، الأمر الذي يجعل حركة الجمل في الصحراء أسرع من غيره من المخلوقات التي تمتلك أرجلاً وحوافراً صغيرة، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الحيوان يتعرض للعديد من الإعاقات في السير بسبب نعومة رمال الصحراء، التي ستجعله يغرز فيها، بالأخص إن كان يحمل أوزان ثقيلة على ظهره.
يتميز الجمل بقدرته على الاحتفاظ بالطعام والشراب لأطول وقت ممكن في مخزن خاص به موجود على ظهره، وهو السنام، ذلك السنام الذي خلقه الله للجمل ليستطيع فيه تخزين طعامه وشرابه، ويقوم الجمل بتخزين الطعام على هيئة دهون داخل ذلك السنام، بالإضافة إلى أن ذلك السنام أعلى ظهر الجمل يحمي أعضاء جسمه من أشعة الشمس الحارقة في البيشة الصحراوية، بالإضافة إلى إمداد الجمل بالطاقة اللازمة من الدهون المخزنة عندما لا يستطيع إيجاد الطعام، الدهون ذاتها تكون محتفظة بالماء الذي يحتاجه الجمل خلال رحلاته في الصحراء.
جعل الله في الجمل صفين من الرموش الطويلة، التي تقوم بحماية عينيه من رمال الصحراء، كما أن الجمل يملك جفن ثالث يقوم بنفس المهمة، كما يوجد دخل العينين أنفسهما طبقة رقيقة شفافة، تعمل وكأنها جفن داخلي يقوم بتوفير الرؤية للجمل مع حماية العين من الرمال، كما أن حواجب الجمل كثيفة تحمي العينين من أشعة الشمس المباشرة.
يستطيع الجمل التنفس بحرية حتى في أكثر الأجواء العاصفة في الصحراء، التي تملأ الهواء بالأتربة والرمال، فقد خلق الله أنف الجمل بشكل يجعل عضوي يحمي الجمل من دخول الرمال والأتربة إلى الرئة، ففتحات الأنف رفيعة، ويتحكم الجمل فيها ويستطيع إفلاق فتحات أنفه عندما تهب الرياح المحملة بالرمال، فلا تتراكم الرمال داخل أنفه، والممرات الأنفية الموجودة في أنف الجمل في ذاتها تستطيع ترطيب الهواء الداخل إلى جسم الجمل، لحماية رئتيه من الجفاف، وتمتص تلك الممرات ذاتها الرطوبة من الزفير الخارج من جسم الجمل.
خلق الله أذن الجمل مبطنة بالشعر من الداخل والخارج، لكي تحمي أذنه من رمال الصحراء.
يختلف تكوين دم الجمل عن سائر الكائنات الحية، فالخلايا الموجودة في دم الجمل، فشكل كرات الدم الحمراء الموجودة داخل دم الجمل ذات شكل بيضاوي، وليست كروية مثل سائر الثديات، وهو الذي يحمي الجمل من الجفاف في حالة نقص السوائل داخل جسمه.
كما أن ذلك الشكل البيضاوي يجعل تدفق الدم مستمر عبر مجرى الدم حتى لو أصبح الدم كثيفاً وبطيئاً في الحركة بسبب نقص السوائل، وتلك القدرة على سريان الدم في أشد الأوقات جفافاً تجعل من خلايا الجمل تستطيع التحمل، والبقاء على قيد الحياة لأطول وقت، كما أن خلايا دم الجمل تملك قدرة خاصة على التوسع، للدرجة التي تجعل خلايا دم الجمل تتوسع إلى 240% عن حجمها الطبيعي، مع العلم أن الكائنات الأخرى تستطيع تتوسع فيها خلايا الدم بقرابة 150%.
يملك الجمل أمعاء غليظة مميزة، فهي طويلة بشكل مثالي، الأمر الذي يساعد الجمل على امتصاص كل كمية الماء التي توجد في الأطعمة التي يتناولها الجمل، الأمر الذي يجعله يفقد أقل كمية ممكنة من السوائل التي تخرج في البول والبراز.
لا يمتلك الجمل كميات كبيرة من الغدد العرقية، الأمر الذي يعله يفقد كميات قليلة من العرق حتى وإن وصلت درجة حرارة جسمه لقرابة 43 درجة مئوية.
يتمكن الجمل من أكل كميات كبيرة من الطعام، والتي يقوم باستخدام ما يحتاجه جسمه منها، وتخزين الكميات الباقية داخل السنام، ويتم التخزين على هيئة دهون، التي يقوم الجمل باستخدامها في أوقات الاحتياج لها، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الجمل قادراً على العيش بدون طعام لمدة تقترب من 40 شهر.
يستطيع جسم الجمل التحكم في درجة حرارته الداخلية لحماية الأعضاء الداخلية، فيوم في ساعات الظهيرة عالية الحرارة تصل درجة حرارة جسم الجمل إلى نحو 41.5 درجة مئوية، ثم تعود لانخفاض في الليل الذي تنخفض فيه درجات الحرارة بشكل كبير، وتعود درجة حرارة جسم الجمل إلى 34 درجة مئوية، حتى لا يستغل كميات كبيرة من الطعام المخزن لتوفير الحرارة للجسم.
