في المقال التالي نعرض لكم معلومات عن طائر القطرس البحري “Diomedeidae“، فالقطرس من الطيور البحرية التي لها حجم كبيرة، وبالرغم من ضخامة حجمه إلا أن له قدرة كبيرة على الطيران لمسافات كبيرة للغاية، فيستطيع السفر وقطع ألام الأميال بدون كلل، ويعيش معظم حياته في المحيط، ويخرج إلى اليابسة في فترة التزاوج فقط، ويهاجر الطائر بحثاً عن الطعام، أما عن موطنه الأصلي، فيعيش الطائر في نصف الكرة الجنوبي، حيث يسكن أمريكا الجنوبية وإفريقيا والقارة القطبية الجنوبية، كما نجد الأنواع الكثيرة في أستراليا، وتوجد بعض أنواع القطرس النادر الموجودة في نصف الكرة الشمالي، وبالتحديد في كاليفورنيا، وهاواي، وسنعرض لكم من خلال فقرات موسوعة التالية أبرز المعلومات عن هذا الطائر.
يعد القطرس واحداً من أكبر الطيور الموجودة في المحيط، فحجمه ضخم وله جناحين كبيرين، قد يصب طولهم إلى أكثر من ثلاثة أمتار، الأمر الذي يوضح مدى ضخامته، ونجد أن الطائر البالغ يصل وزنه إلى ما يقرب من عشرة كيلوجرام، أما عن طوله، فطول طائر القطرس يتخطى المائة سنتيمتر، كما أن له ذيل طويل، ورأس الطائر كبيرة للغاية، ويمتلك ثلاثة أصابع في كل قدم، ويفصل بين تلك الأصابع طبقة من الجلد، ولا يمتلك القطرس أصابع قدم خلفية مثل باقي الطيور.
يوجد في نصف الكرة الجنوبي حوالي 21 نوع لطائر القطرس، وبخاصة في القارة القطبية الجنوبية، كما نجده في جنوب أفريقيا، واستراليا، بالإضافة إلى أمريكا الجنوبية، كما نجد طائر القطرس يعيش في كافة أنحاء المحيط الهادئ، فتنتشر الكثير من الأنواع في الجنوب وفي الشمال.
ويعيش القطرس أغلب حياته فوق الأمواج في المحيطات، ومن ثم يطير آلاف الكيلومترات في وقت قياسي للغاية بحثاً عن الغذاء، وفي موسم التكاثر يخرج الطائر إلى اليابسة ويتوجه إلى أماكن المستعمرات التي كونتها الطيور فوق المنحدرات الصخرية.
يختلف غذاء طائر القطرس بحسب نوعه، ولكنه في الأغلب يتشابه مع الطيور البحرية الأخرى في الحصول على الغذاء من المأكولات البحرية، حيث تتغذى الطيور على الحبار، والجمبري، وسمك الماكريل، بالإضافة إلى الأخطبوط، وصيد سرطان البحر وتناوله، وتناول القشريات وجراد البحر، وفي أوقات نقص الغذاء تقوم الطيور بتناول العوالق الحيوانية.
ومن الجدير بالذكر أن القطرس يستطيع الغوص لمسافة خمسة أمتار تحت المياه حتى يستطيع صيد فريسته وتناولها، كما أن لديه بصر قوي، فيستطيع رؤية الفريسة من بعيد، والطيران بأقصى سرعة له باستخدام أجنحته الكبيرة ليهجم على هدفه.
يقوم طائر القطرس بالخروج إلى اليابسة في موسم التزاوج، والتوجه إلى الأعشاش والمستعمرات الموجودة في الجزر في وسط المحيط، وفي تلك المستعمرات توجد الآلاف من طيور القطرس القادمة بحثاً عن التزاوج، وبعض تلك الطيور قد حلقت بجناحيها لمدة تزيد عن ست سنوات حتى تصل إلى النضج الجنسي الذي يسمح لها بالتزاوج، وبعد الوصول إلى المستعمرات، تتزاوج الذكور من الإناث، وتقوم أنثى الطائر بوضع بيضة واحدة، يصل وزنها إلى حوالي 500 جرام، ويقوم الطائر الذكر بالتناوب من الأنثى في احتضان البيضة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وبعد فقس البيض وخروج الطائر الصغير، يقوم الأبوين بتنظيفه وحمايته ومساعدته على الطيران، وتعيش طيور القطرس لمدة تصل إلى خمسين عام.
ومن الجدير بالذكر أن أعداد أنواع طيور القطرس بدأت في الانخفاض، فنجد اليوم في الطبيعة حوالي 19 نوع من أصل 21، لذلك فإنه يعاني من تهديدات بسبب أعمال الصيد التجارية التي تستهدف الطيور البحرية وتتسبب في فقدان الكثير من أنواعها، بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي تهدد بقاءه مثل تسرب النقط إلى ماء المحيط، والتلقبات المناخية، وهجوم الحيوانات المفترسة على طيور القطرس، بالإضافة إلى فقدان مستعمرات التزاوج.
كما تقل أعداد القطرس بسبب الفئران التي تتغذى على البيض التي تضعه الأنثى، الأمر الذي يهدد بقاء الكثير من أنواع هذا الطائر في الطبيعة.